"الغارديان": تجار التجزئة البريطانيون يواجهون ضعف الاستهلاك وسط زيادة التكاليف
"الغارديان": تجار التجزئة البريطانيون يواجهون ضعف الاستهلاك وسط زيادة التكاليف
يواجه تجار التجزئة في بريطانيا عاما جديدا صعبا، حيث من المتوقع أن يقترن ضعف الطلب الاستهلاكي بوابل من التكاليف المتزايدة، وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وبحسب الصحيفة، من المرجح أن يحافظ المتسوقون على توقف إنفاقهم مؤقتًا خلال الأشهر الأولى من عام 2024، وفقًا للتوقعات التي نشرتها اليوم مجموعة “مركز قطاع التجزئة البحثي”، وهي مجموعة من خبراء الصناعة الذين يقومون بتحليل صحة القطاع، حيث تؤثر تكاليف الرهن العقاري والإيجار المتزايدة على ثقة المستهلك.
وقال رئيس قسم التجزئة في المملكة المتحدة في شركة كيه بي إم جي الاستشارية بول مارتن: "سيزداد الأمر سوءا".
في حين أن الطلب قد يرتفع في الربيع، حيث من المتوقع أن يواجه تجار التجزئة ضغوطًا مالية -وخاصة أولئك الذين يتاجرون عبر الإنترنت فقط في قطاع الأزياء الذي تضرر بشدة أو بدون دعم مالي قوي- تبدأ زيادة الأسعار بالنسبة لمعظم تجار التجزئة مع ارتفاع الحد الأدنى للأجور في أبريل ونمو الأعمال.
وقالت الصحيفة، إن مركز الأبحاث يعتقد أن المخاوف بشأن الاقتصاد الأوسع وارتفاع تكاليف الاقتراض ستعني أن المستهلكين سيبقون أصابعهم على زر إيقاف الإنفاق مؤقتًا في الأشهر الأولى من عام 2024.
وأضافت أن إعلان بنك إنجلترا أن أسعار الفائدة ستبقى عند مستوى مرتفع لن يجلب الراحة لأولئك الذين يقتربون من نهاية صفقات الرهن العقاري أو اتفاقيات تمويل السيارات أو الذين يحتاجون إلى قرض، في حين أن الكآبة المحيطة بالاقتصاد المتعثر يمكن أن تقوض ثقة العمالة وفرص العمل.
وقال تشارلز بيرتون، من شركة التحليل أكسفورد إيكونوميكس "على الرغم من المزيد من الانخفاض في التضخم، ومن منتصف العام، من المحتمل أن يبدأ بنك إنجلترا في خفض أسعار الفائدة، نتوقع أن يواجه اقتصاد المملكة المتحدة صعوبات في اكتساب الزخم في عام 2024، وسينمو إنفاق الأسر بشكل عام ببطء، وكذلك قطاع التجزئة والمبيعات".
ومن المتوقع أن تكون الصحة والجمال أحد القطاعات القليلة التي ستتمتع بالنمو المستمر في العام الجديد، بناءً على الفترة التي تسبق عيد الميلاد، ومع ذلك، من المتوقع أن تشهد فئات التجزئة الفاخرة وباهظة الثمن، مثل الأثاث والأجهزة المنزلية، تراجعًا مستمرًا.
ومن المتوقع أن تتأثر مناطق ميدلاندز واسكتلندا وشمال شرق إنجلترا بشدة بشكل خاص، حيث يؤثر فقدان الوظائف في القطاع الصناعي على القوة الشرائية الإقليمية، وفقًا لبيرتون.
أزمة غلاء معيشة
وتشهد بريطانيا ودول أوروبا ارتفاع التضخم، حيث أعاقت الحرب الروسية في أوكرانيا إمدادات الطاقة والمواد الغذائية الأساسية مثل القمح.
وارتفعت الأسعار بالفعل قبل الحرب، حيث أدى التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة كوفيد-19 إلى طلب قوي من المستهلكين.
دفعت أسوأ أزمة غلاء معيشة تشهدها بريطانيا منذ أجيال كثيراً من سكان برادفور في شمال إنجلترا نحو مركز لتوزيع المساعدات الغذائية لاستلام حصص توصف بأنها "إنقاذية" فيما خرج آلاف المواطنين في وسط العاصمة البريطانية "لندن"، احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة.
مؤخرا نفذ عمال السكك الحديدية والأطباء والعاملون في قطاعات التمريض والبريد والمطارات في بريطانيا إضرابا عن العمل، بعد فشل مفاوضات بشأن زيادات في الأجور تماشيًا مع التضخم الذي سجل مستويات قياسية.
وفي سياق متصل، أعلن الاتحاد الوطني للتعليم البريطاني، أن الإضراب بين أعضائه في الخريف المقبل سيكون السبيل الوحيد المتاح إذا لم يتم حل الخلاف مع الحكومة بشأن رفع المرتبات لمواجهة ارتفاع التضخم.
وأدى ارتفاع أسعار الوقود إلى تفاقم أزمة كلفة المعيشة للأسر البريطانية، التي تعاني من ارتفاع فواتير الطاقة وأعلى معدل تضخم خلال 4 عقود، كما ارتفعت أسعار الديزل في المملكة المتحدة بسبب قرار الدولة حظر شحنات الوقود من روسيا، وهو ما زاد من حالة الاستياء لدى شريحة كبيرة من فئات الشعب البريطاني التي لا يسمح دخلها بمواكبة التضخم وارتفاع الأسعار.